هو الصحابي الجليل الْحَارِثُ بْنُ رِبْعِيِّ بْنِ بَلْدَمَةَ -وقيل: بَلْدُمَةَ. وقيل: بَلْذُمَةَ- بْنِ خُنَاسِ بْنِ سِنَانِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ الأَنصَارِيّ. ويقال: اسمه النعمان. ويقال: عمرو. فارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
اختلف في شهوده بدرًا؛ فقال بعضهم: إنه كان بدريًّا، وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أثنى عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ رُوِي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يوم أغار المشركون على لقاح المدينة: «خَيْرُ فُرْسَانِنَا اليَوم أَبُو قَتَادَةَ».
ودعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره؛ رُوي عن أبي قتادة رضي الله عنه أنه قال: كُنَا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، ولزمْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلك اللَّيْلَةَ، فَنَعَسَ فَمَالَ فَدَعَمْتُهُ، ثُمَّ نَعَسَ أَيْضًا فَمَالَ فَدَعَمْتُهُ، ثُمَّ نَعَسَ فَمَالَ أُخْرَى حتَّى كاد يَنْجَفِلُ فَاسْتَيْقَظَ، فقال: «مَن الرَّجُلُ؟» فقلت: أَبُو قَتَادَةَ، فقال: «مِنْ كَمْ كَانَ مَسِيرَكَ هَذَا؟» قلتُ: مُنْذُ اللَّيْلَة، فقال: «حَفِظَكَ الله بما حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ».
تُوفّي سنة أربع وخمسين، وكان له من العمر سبعون عامًا، وقيل: بل توفّي في خلافة سيدنا عليّ رضي الله عنه، وهو الذي صلّى عليه. فرضي الله عنه.